الثلاثاء، 3 يوليو 2012

عام وانصرف , توجيهي ..حكايات تختلف لتتشابه

2011-2012  ... 





أخر عام كان لي على مقعد الدراسة ... المكان الذي ظننت بأني يوما لا أحبه , ولكنني أحببته !! انتهت تلك الطقوس التي عشتها اثنى عشر عاما , انتهت تلك الحكايا المعجونة بألوان شتى لحكايات شتى أيضاً , أصبحت حكايا الأمس و الغد في حينها ذكرى , ذكرى لعلومُ و معارف , ذكرى لمدرسيني و مدرساتي , ذكرى لزملائي و زميلاتي , ذكرى لأصدقائي ,كل الأشياء تلك هي بحد ذاتها ذكرى , انتهت تلك و غيرها من الحكايا التي نسجتها بذاتي فيها ,انتهت حكايا كثر عشتها بلا أن أدرك ما هي !! فقد عشتها , عشتها و صارت جزء من ذاكرتي , جزء من فكري و جزء من كثر أنا عليه .


شاهدت في مقتبل سنين الأولى صورة لواقع يشبه أغاني فيروز و حكايات ألف ليلة وليلة , صورة خالية من الغبار , صورة تكثر بها الزهور والألوان , صورة بها المطر بلا أعاصير و بلا  أموات .. كنت حينها لا أشبه من في عمري , جنوني كان أكبر من عقلانيتي , كبرت المجنونة .. ورأيت صورة تخلف لأمسي المنصرم , فتحتي عقلي , و بدأت أمعن النظر قليلاً على أشياء كانت تجري و أنا لم أجرى لأراها , كبرت شيء فشيء , و بدأت أفهم أشياء كثر عليها علامة التعجب , كبرت و فهمت , فهمت أشياء مضت و و أوقعت  بجوفي حروف من ذهب , و كل يوم أصبح بغير ما أمسيت . 


هكذا كانت الحياة .. جميلة و قبيحة بذات الحين , تمر بيومها الواحد فصول الأربعة مجتمعة , نبقى دوما مستعدين لفصل جديد يبدأ بعد لحظات , نبتسم لنبكي و نفرح لنحزن , وإن زدنا في جرعة الفرح نخاف أن نحزن بكثر , فلا نكثر من فرحنا , هكذا كانت الحياة , لا نثق  فيما حولنا لأن من سكنونا خذلونا , لا نسلم مفاتيحنا لمن حولنا , لأن من هم نحن و نحن هم  خذلونا , فلقد رأيت تعريفات عدة لخيانة الصداقة و العشرة , ولكن أي منها الصائب , كل شخص في حياتي يجلب معنا أخر و يكب به في حياتي , هكذا كانت حياتي . 


كانت فراق و لقاء بقاء و غياب , كان كلها حنين و شوق , في هذه العام .. ودعتي أبي على أمل اللقاء .. فقد بدأ الصيف و قد خلف وراءه فصول عدة مرت بلا أن نلتقى , انتهى الشتاء , ولم يحن لنا الوقت لنجلس و نستمع لصوت المطر سوياً , لم يكن لن الوقت نتسامر نتحاكي , قبله كان الخريف و بتنا نعتى بالشجر بلاك , نجلس لنعد لشتاء جميل , الشتاء الذي سيكون لنا فيه اللقاء , ولكن !!قبله كان الصيف , الصيف الذي به أعلنا الفراق للقاء قريب بالخريف , تعلم يا أبي العزيز أن الأيام مرت سريعاً , عامٌ إلا قليل قد مر , وأنا لا زلت استهجن الزمن هذا, و استهجن الفراق , سيبقى هناك أمل باللحظة التي يكون بها اللقاء المشروط بالبقاء .


كان بقرب كل هذه المشاعر , زهرة نمت في حياتي , زهرة رائحة عطرية و فواحة , أمي , كنت كل ما في حياتي , كانت بسمتك نوراً لأيامي , كانت عنوان لأحلامي القرمزية .


في الوقت الذي كنت اخلع به نفسي من نفسها ظهروا بخفت ظللالهم رفاق كانت بهم الحياة قليلا سوادها .


فقد دفعني  القدر على أن أمارس دوراً غير دوري , و جبرني الزمان على أن أتنازل شيء فشيء , لأن الأشياء بقبولي أو رفضي لها ستمر , و قد سقط من عيناي أشياء ,و الذي زاد في عيوني قليل , وكان هناك دوما ً خوفاً من مجهول  ,أوناس هربوا من حياتي خوفاً من يكون لهم دوراً في نهايتي , نهايتي التي لا يبان منها إلا قليلها .


سأبقى في ثياب الإنتظار , مع فنجان قهوتي , و ساعاتي , و رزنامتي , لأعد الأيام و الليالي و الساعات و اللحظات , لأبدأ بدايتي , بدايتي التي تترجمني , تترجم السطور التي كتبتها سنين عدة .



هناك تعليق واحد:

  1. I wish u get more than what ur expect in Tawjehe Certificate .. Good Luck

    Mematey ~
    https://www.facebook.com/memateybash

    ردحذف